زلزال الحياة الزوجية: الزوايا الحادة



لا تستقيم الحياة إلا بالتعامل والاحتكاك مع الأخر، وقد يكون الأخر هو الصديق أو الأبوين أو الأخوة أو شريك الحياة، لكننا نرى كثيرا منا يتعاملون بمبدأ عقيم ومخيف ومدمر وهو مبدأ الجدال سواء بحق أو بباطل المهم أنه يريد الانتصار بأي شكل ولا ينفك يجادل ويجادل ويجادل حتى تتقطع عروق المحبة والود يوما بعد يوم بينه وبين أقرب الناس إليه.
هل سألنا أنفسنا لماذا نتجادل كزوجين؟ وما الهدف من هذا الجدال العقيم؟
هل الأمر المطروح للنقاش يستحق الجدال؟ هل يستحق أن نضيع الساعات فيه؟
هل نكون سعداء بوصول أصواتنا المرتفعة لغرف الأبناء وشبابيك الجيران؟
أنسينا قول النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: ” الجدال لا يأتي بخير أبدا” ؟ أنسينا ثواب وأجر من يترك الجدال ولو كان محقا؟ يقول النبي الكريم” أنا زعيم – أي : ضامن – بيت في ربض الجنة –أي: في وسط الجنة وقيل أعلاها- لمن ترك الجدال ولو كان محقا”
أنسينا أيها الزوجين الكريمين أن النبي حذرنا من أن الجدال سيقلل الحب وينمي الخلاف ويكبره يقول النبي الأعظم: ” لا تختلفوا فتختلف قلوبكم”

وقد ثبت علميا ونفسيا أن الزوج المجادل لن تفلح معه طريقة التمادي معه بالجدال ولن يقتنع حتى لو كان الحق معك، لذلك فعلاجه أن تنصحيه فيما يعرض من موضوعات فإن أصر على رأيه فقولي له: “لقد نصحتك وأنت حر في قرارك” وتحولي فورا عن القضية بكل ود واحترام فالاختلاف بالرأي لابد ألا يفسد للود قضية، ويوم ان تثبت الأيام صدق نظرتك ورجاحة رأيك فأظن انه سيتوقف عن الجدال رويدا رويدا.
إنك لن تكسبي زوجك بالمجادلة يقول كارنيجي أستاذ العلاقات الانسانية : “تجنب دائما الزاوية الحادة” وإذا خسرت الموقف فلا تخسري شريك الحياة.
ستقول بعض الزوجات: كيف لا أجادله وهو أموره كلها خطأ في خطأ وقراراته غير سديدة فيما يخص الأبناء واقتصاد الحياة الزوجية وعلاقاتنا بالأخرين؟
أقول لك حتى لو تعلق الأمر بكل هؤلاء انصحي وأبدِ رأيك فقط ولا تجادليه وليس ذلك ضعفاً منك، لكنك توفرين على نفسك المعاناة النفسية وضياع الوقت والعمر واتعاب نفسية الأبناء، وبالنهاية لن ينفذ إلا ما يريده لذلك لماذا أدخل معه بجدال عقيم لا يسمن ولا يغني من جوع؟ فالزوج الذي تظنين أنه من النوع الذي يقتنع وبالحجة والدليل والنقاش سيسمع ويتبع الصواب لا مانع من التحاور معه أما الزوج الذي جربتي مليون مرة أنه مجادل ولا يسمع إلا صوته فلا داعي من مجادلته بتاتا.
ولكننا نقول أيضا لمثل هؤلاء الأزواج إن الحياة الزوجية لابد أن تقوم على المشاركة والحوار والأخذ والعطاء، ولست أنت أفضل من رسول الله الذي استشار زوجته يوما فلما أشارت عليه عمل بمشورتها ونجح الأمر وخمدت فتنة عظيمة بمشورة الزوج لزوجته.
واعلم أيها الزوج الكابت لأنفاس زوجتك الصاد عن رأيها دوما المجادل لها انك بذلك تقتل الحب بقلبها وتقسيها عليك فالزوج المحاور الهاديء محبوب مرغوب لزوجته والزوج المجادل قد تستعيذ زوجته باليوم سبعين مرة من الدخول معه بجدال.
أرجوكم تجنبوا الجدال فإنه باب شر وزلزال مدمر بطيء المفعول لكنه قوي الأثر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم